إجعليني حياتك ..أو لأول لقاء بيننا أعيديني
أيعقل أن تفعلي بي كل هذا ؟
يا من احتضنك قلبي بكل أرجائه
يا من كتبت اسمك على جدران حياتي
و لونت بك سماءها
جعلتك لي قمرا ينير ليالي الموحشة
جعلتك قصة دون بداية و لا نهاية
دونتك دون حروف و نطقتك من غير كلمات
كنت أراك وردة تحيي روضتي
كنت أحلم بك شريكة لحياتي للأبد
كنت أبصرك نجمة تزين سماء حياتي
كنت أعتبرك حلم حياتي
فأبى القدر إلا أن تبقي لي حلما لا يدرك
أردتك نفسا جديدا تنتعش به حنايا جسدي
فيمضي بكل شوق للحياة
رأيتك حورية لا تكفي الحروف لوصفها
رأيتك حضنا أرتمي فيه من هموم الحياة
فأحس بالأمان و بالوجود...
رأيتك عروسا تزف لي يومـــآ...
لنغادر لعالم لا ينطق سوى بإسمينا
عالم تغمره الأحاسيس الصادقة
يبلغ فيه العشق مداه...
لنثمل بصدى أنفاس روحنا
المنادية بالحب ... و لا شيء غير الحب
و نعزف على أوتار الغرام سمفونية ...
بأطرب الألحان و الأنغام
و ننثر قصيدة عشقنا
بأبلغ المعاني و أرقى الحروف ألم تعلميني يا من تركتني ذكرى
أن أتأمل بزوغ الفجر لحظة بلحظة...
و إشراق الشمس مع كل نور ينبعث منها
ألم تعلميني يا من غادرتي بدون عودة
أن أعشق الأزهار و شدى الأطيار
ألم تعلميني يا من عشقتك بجنون فرميتني للجنون
أن أراقب انسكاب قطرات الندى من الورود
و يا أسفي ... أصبحت أترقب توقف تهاطل دموعي من بعدك
ألم تعلميني... أن أتعايش مع كل ذلك بعمق إحساسي
لأستلهم أفكاري و أثير وجداني
و لأطهر بذلك روحي فأغدوا للحياة...
طفلا بريئا
و عاشقا للحب يعزف بإتقان
و طموحا يسعى لتحويل كل الأحلام لحقيقة
و رساما يوقع أحاسيسه واقعا ملموسا
تعلمت منك أن الصمت مملكة عالية الأسوار
عشقت فيك تواضعك حتى خلت أنك لكل الناس
همت بابتسامتك وأغمي علي بين حناياها
سحرتني ببرائتك..
حتى شعرت في لحظة أن حركاتك خارجة عن إراداتك
فتصرفاتك التلقائية تبدوا لا شعورية
فتجدينني متأملا متعجبا من غير حراك
كنت متميزة مع كل نظرة إليك
فلم يبقى لي الآن سوى ...استعادت الذكريات
أنا على حافة الجنون أنقذيني..
بكلمة طيبة أعيدي الأنفاس لروحي
قد تكفي ابتسامة أو لمسة أو همسة
قد يكفي اعتذار و تبرير .. لا يهمني
فأنا مرغم على تقبل أبسط شيء منك
دائي ليس له دواء افهميني
سوى همسة منك تحييني
أنا مغرم بك صدقيني
اجعلي لي حياة بقلبك و اسجنيني
قد بلغت أقصى درجات الحب الحقيني
اجعليني حياتك ...
أو لأول لقاء بيننا أعيديني
فأنسحب و تهدأ صرخاتي و أشجاني
على حافة الشرود و الإنهيار تتخبط أركاني
لا تقولي لي وداعا
و احذفي من عقلي كلمة إنسآآآآني
فقد أنسى من أنا ولا أنسى من ملكت كياني
أعيديني إلى صوابي لميائي
لا تقولي بأنك رفضتني
فقد أنتحر و أوقع آخر أوراقي
و أبصم بأني أحببت فتاة فكرهتني
همت بها و من بحر الأحزان أسقتني
ذرفت من أجلها دموع العشق و بين دموع العذاب و الندم تركتني
وقعت ذليلا بين قدميها و بكل جرأة داستني
شيدت لها قصرا ليحتضن همساتنا ... حكاياتنا و ذكرياتنا
و على مقربة منه أقامت قبرا فدفنتني
كانت كل أحاسيسي ووفائي و تتيمي...
حبلا طويلا بدرر الذهب ترصعا
و بورود الجوري لف و عونقا
و بعطرها الزكي تزين وانتشى
و بنور الشموع توهجا
و مع كل نفس وروح انسكبت بين أوردتي
كان يسموا و يتألق
كان شاهدا على وفائي و دليلا على مسيرة دربي
فما كان منها إلا أن صنعت من نهايته عقدة
بها شنقتني و قضت على آخر نفس بروحي
أريدك أن تهمسي بأنها غفوة أرهبتني
أريدك أن تعيدي عقارب الزمن للخلف و تطمئنيني
أريدك أن تقولي أنها كلمات في لحظة يأس ساورتني
أريدك أن تمحي من الزمن كل لحظة سبقت و رافقت ردك
قوليها ... أرجوك انطقيها
قولي بأنها مزحة
قولي أنها كذبة
قولي بأنها كلمة غير مقصودة
قولي ما شئتي لكن لا تقولي وداعا ... إنساني
فقد أقع شهيدا في وغى الغرام سامحيني
وقد أعيشك في أحلامي فلن تمنعيني
وقد أثبت ذاتي بأي شكل فانتظريني
وقد تتمكن مني نفسي فمن انتقامي احذريني
لكني لطالما أحببتك بكل صدق و لأبرهن عن حبي ...
ستبقين بكل توهج تسكنين قلبي
فلطالما كنت وردته المتفتحة دوما
و نجمته المضيئة لأرجائه
وهدفه الذي لم يكتب له أن يحققه
سيتذكرك دوما ويعانق الذكريات
أقول هذا مرغما لا راضيا
فيا ليت الزمن من حبك ينسيني
الأربعاء 6 فبراير - 8:15 من طرف 
