صـــقـــــــــــــور الـعــــــــــراق الـــحـــــــــرة
صـــقـــــــــــــور الـعــــــــــراق الـــحـــــــــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـشـاركـــــــــة و مــــــــــــــــــــــــــــرح
 
البوابةالرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
......منتديات  ((( صقور  العراق  الحرة ))) أكبر   تجمع  عراقي و  عربي    يحتوي   منتديات   شاملة   ومتنوعة   و  نرحب   بكم  معنا ويفرحنا   تواجدكم   ويانا
المواضيع الأخيرة
» ثلاثه حروف ولكن
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالأربعاء 6 فبراير - 8:15 من طرف البغدادي

»  ايــــــ عـمـري ـــــــام
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالسبت 12 مايو - 4:41 من طرف صقر العراق

» !!! لـــيشْ النّســـــوان ماتســــكت ؟؟؟ !!!
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالأحد 8 أبريل - 7:20 من طرف نادر البغدادي

» @ نكــــت خفيفــــة @
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالأحد 8 أبريل - 7:18 من طرف نادر البغدادي

» @ نكـــت خفيفيــــة @
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالأحد 8 أبريل - 6:46 من طرف نادر البغدادي

» /// قصّـة الأســـد والآرنب !!! ///
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالسبت 7 أبريل - 22:24 من طرف نادر البغدادي

» / الخليفـة عثمان بن عفان احرق مصاحف النبي محمد ( صلعم ) ! /
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالسبت 7 أبريل - 11:57 من طرف نادر البغدادي

» !~ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ كلمات من ذهب ْْْْْْْْْْْْْْْ~!
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالسبت 7 أبريل - 11:21 من طرف نادر البغدادي

» / القرآن والمسـيحيّة: مركز مريم في القـــرآن { الحلقة 4 } /
!!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالسبت 7 أبريل - 11:16 من طرف نادر البغدادي


 

 !!! القيل والقال في قصـة ... !!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نادر البغدادي
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 495
نقاط : 1126
تاريخ التسجيل : 20/11/2011

!!! القيل والقال في قصـة ... !!! Empty
مُساهمةموضوع: !!! القيل والقال في قصـة ... !!!   !!! القيل والقال في قصـة ... !!! I_icon_minitimeالثلاثاء 3 يناير - 4:12


affraid Sleep affraid

القيل والقال في قصة
الطحان وابنه والحمار
************
بقلـــم : شمعون كوسا
تروي الامثال والحكايات القديمة قصة طحان إحتاج الى بعض النقود ، فقرر بيع حماره في سوق البهائم . اختار اليوم الاول من الربيع لكي يخرج بصحبة ابنه والحمار باتجاه هذا السوق . كان قد قرر الطحان إعطاءَ الحمار قليلا من الحرية في ذلك اليوم ، فتركه يتقدم المسيرة ، وكان هو وابنه يسيران خلفه . كانت هذه اول اجازة يتمتع بها الحمار، ولاجله كان يقوم بقفزات غريبة فرحاً ، ويتفنّن برفسات تنوب عن ابتسامة لا يقوى على إدائها ، غير انه كان حذرا ويلتفت الى الخلف بين الحين والحين للتأكد من حالة الإعتاق المؤقتة التي يعيشها .
لم يقطع الموكب مسافة طويلة حين صادفه رجل جثيث البنية وطويل القامة ، توقف على حين غرّة كي يوجّه للطحان وابنه الكلام الاتي : ماذا جرى لعقلكما ، لماذا تسيران مشيا على الاقدام ، أولم يُخلـَقِ الحمارُ من اجل حمل الاثقال ونقل البشر؟ من رأى حمارا يسير بهذه الحرية ودون أي حمل ؟ لدى سماع هذا الكلام، فكر الطحان قليلا ورأى بان كلام الرجل الجثيث كان صحيحا ، فقام بالغاء اجازة الحمار وامسك بابنه ووضعه على ظهر الدابّة .

إستأنف الطحان طريقه سائرا خلف الحمار ، وإذا بمجموعة رجال قد ركزوا انظارهم من بعيد على ابنه ، وبدأوا ينادونه بصوت عال ويقولون : الا تخجل من نفسك ، كيف ترضى لنفسك الجلوس بارتياح على ظهر الحمار ووالدك المتقدم بالسن يسير خلفك ، انك لا زلت في نشاطك وحيويّتك ، كان يجب ان تفكر قليلا وتتركِ الحمار لابيك .

نظر الولد الى ابيه مستفهما ، وعندما تلقـّى اشارة النزول ، قفز من على ظهر الحمار . ظلتّ مجموعة الرجال واقفة تتابع الموقف ، ولكي يضع الطحان حدّا لمراقبتهم، امتطى الحمار ، رفع يده شاكرا ، وأوعز لمطيّته بالتحرك . كان يشدّ بقوة على طرفي الحمار لحمله على الانتقال الى سرعة متقدمة ، وإذا بشلة من البنات مهرولة نحوه تؤشر إليه بازدراء ، وتُصدر قهقهات مدويّة قائلة : ايها العجوز ، هل رأيت منظر ابنك الفتيّ ، انك جالس على ظهر الحمار كملك على عرشه ، غير مكترث لحالة هذا الصغير الذي يسحب اقدامه خلفه بصعوبة ويلهث محاولا اللحاق بك .
لدى سماع هذا الكلام النابي ، امسك الاب بابنه ووضعه خلفه على ظهر الحمار . هنا قال الطحان مخاطبا نفسه : أحمد الله لانه لم يبقَ للناس شئ يقولونه . لم يكن قد انتهى من طمأنة نفسه بهذا الكلام حين رأى نفسه وجها لوجه امام جماعة جديدة بدأت بالتعليق قائلة : أيُعقل ان يتوصل الانسان الى هذه الحدّ من انعدام الرحمة ؟ ماذا فعلت هذه البهيمة لكي تعاقب هكذا ، الا يجدر بهذا الاب وابنه الحرص على راحة دابتهما ، على الاقل للتـّمكن من بيعها وهي في كامل صحتها ؟

هـّز الطحان رأسه ، ومن شدة غضبه قفز مع ابنه على الارض . توقف قليلا ووهب نفسه بعض دقائق تفكير ، ثمّ قال لابنه : لم يترك الناس لنا سوى طريقة واحدة تجنِـِّبنا كلامَهم وتعليقاتِهم . هلمّ نربط رجلى الحمار من الامام ومن الخلف ، ونحمله بواسطة عصا طويلة ترتكز على كتفينا . لم يستغرقا في العملية اكثر من سبع دقائق وتابعا مسيرتهما حاملـَين الحمار على كتفيهما ، لا يتسع لي المجال هنا لوصف الفرح الذي خيّم على الحمار الذي كان يحلم منذ ولادته بالنوم داخل مرجوحة .

ظنّ الطحان بانه توصل الى وضع حدٍّ لكلام الناس وبانه سوف يَسلم أخيرا من نصال السنتهم ، ولكنه لم يعِ لخيبة ظنه إلا عندما رأى خلفه جمعا غفيرا يُطلق كلاما صاخبا صادرا من كافة الاتجاهات ، فالبعض كان يقول : لا نعرف من هو الحمار الحقيقي ، الاب أم ابنه أم المخلوق الممتدّ وكأنه داخل المرجوحة ؟ واخرون يقولون : ولماذا لا يضعونه داخل صندوق ذهبي ؟ أو لماذا لم يُحضروا له فراشا ومخدة ؟ واقوال كثيرة اخرى.

عند هذا توقف الطحان عن مسيرته حانقاً ، وأنزل الحمارَ وقام بفك وثاقه، وتوجه لابنه بصوت عالٍ اراد ان يسمعه الجمهور ، وقال : لقد سمعتُ الناس جميعا واستجبت لرغباتهم المتناقضة ، وبالرغم من هذا كلـّه لم اسلم من كلامهم ، لذا فاني قررت بان افعل ما يحلو لي وبما يمليه عليّ عقلي ، وليقولوا ما يحلو لهم ، لانهم سوف لن يكفـّوا عن القيل والقال .

إن هذه قصة إقتبستـُها من أمثال وقصص لافونتين الشبيهة بقصص الفيلسوف الهندي بيدبا. وللقصة دلالات كبيرة . لقد اعتاد الناس على الانتقاد والتعليق على كل شئ . يتفوّهون بأول جملة تصادف لسانهم ، دون التمهل والامعان والتفكير أوالتحليل ، المهمّ ان يتكلموا . حتى في هذه القصة ، قبل أن يفتح فمه ويسيء الظنّ، يحاول الانسان العاقل البحث عن تبريرات ، فيفترض مثلا ما يلي:
قد يكون الطحان مريضا ، قد يكون ابنه ضعيف البنية او حتى يكون الطبيب البيطري قد اوصى باخراج الحمار طليقا لبعض الوقت ، او يكون قد اوصى بحمله لمسافة قصيرة كي يتخلص من عقدة الشعور بالنقص !! او يكون قد طلب هذا كرياضة لمعالجة شرايينه عبر العدو السريع أو الهرولة اللتين تنشطان دورته الدموية مثلا !!

إن هذه الحكاية نموذج حَيّ عن ألاعيب اللسان في مختلف المحافل والمناسبات.
حضرتُ مرة مجلس عزاء لصديق كان قد فقد اباه . لدى خروجي من القاعة سمعتُ إحدى المعزّيات تقول لصديقتها : هل لاحظتِ ابنة المرحوم ، انها لم تذرف رُبع دمعة واحدة ولم تنطق بحرف واحد ولم نلحظ على وجهها أيّة علامة تأثر، لا شك انها لم تكن تحبّ والدها . قلتُ في نفسي ، ماذا يدعو الناس للتكلم هكذا ، وهل الاغراب غدوا يحبون المتوفى اكثر من اولاده ، وهل ارباع الدموع أوالحروف والاهات اصبحت العلامات الوحيدة للتعبير عن العواطف؟
وفي نفس المجلس ، ونزولا عند رغبة مُلِحـّة من صديقي ، مكثت لتناول الطعام مع لفيف من المعزين . نادى صديقي ابنه ليقول له بصوت خافت : لا تنسَ السمك واللحوم المشوية ، فاجابه الابن بصورة عفوية : وما الحاجة الى ذلك يا ابي ، ولماذا هذا البذخ ؟ إن هذه مكلفة ، وهل من الضروري ان نحتفل في مناسبة حزينة من الاجدر بنا ان نزهد فيها بالاكل والشرب ؟ فردّ عليه الاب ناهراً : يا ابني ، هل تريد ان ينتقدنا الناس ، ماذا عساهم يقولون عنا ، نفـّذ ما اقوله لك مهما كان ثمنه .

أما عن الاعراس والاحتفالات ، فباب الكلام والقيل والقال مفتوح على مصراعيه ، ويدور الكلام حول طريقة اللبس والرقص واصناف الطعام وتصنيف فرقة الموسيقى والتصوير وغيره ، فلنسمع مثلا : ألا تخجل فلانة ، وهي صاحبة اموال طائلة ،من حضور الزفاف بثوب عادي ؟ وفلان الذي لا يملك قرشا ، من أين أتي بثمن هذا الطقم الجميل الجديد ؟ وهل رأيتم كيف كان يحرك يديه عند الرقص ؟ او لايخجلون باستقدام فرقة مشابهة لحفلة فلان ؟ أو لماذا لم يدعوا فلان وقاموا بدعوة فلان ؟ كلام يبدأ في ساعات متأخرة من الليل ، ويستأنف في اليوم التالي من حيث كان قد انتهى في ساعاته الاخيرة ، وهو مجرد انتقاد وتعليق ، كلام لا يرضى عن اي تصرف ، ينتقد شيئا وينتقد نقيضه ايضاً .

اذا قام احدهم بشراء سيارة ، سيجدون في نفسهم الامكانية للقول مثلا : ولِمَ هذا اللون وليس غيره ؟ وآخرون يقولون : إن جيوبه منتفخة لحد التمزق ، لماذا لم يبتع سيارة أفخم ؟ وآخرون يقولون في نفس المجال عن شخص آخر : انه كان يموت جوعا ، من اين اتى بهذه السيارة الثمينة ، لا بدّ انه قد استدان او التجأ الى وسائل اخرى !!

عن شاب وخطيبته ، فالكلام يكون : أين رآها ، وماذا جذبه فيها ؟ والتعليق يمكن ان يبتدأ من القبعة الى كعوب الاحذية . واذا انقـلب التعليق باتجاه الشاب ، فيكون الكلام : هل كانت تعاني من قصر النظر لكي لا تلاحظ آذانه التي تحاكي آذان الفيل؟ ، ولماذا لم تمعن النظرأيضا في العيب الفلاني والعيب الاخر الذي لا يخفى حتى على العين المجرّدة ؟ طبعا وتيرة التعليق كانت ستبقي هي حتى لو كان الشاب قد استبدل آذان الفيل بآذان أكثر اعتدالا !!

بعض الشباب يضطرون لتعلمّ الالفاظ الخشنة والسوقية البذيئة لكي لا يَبدُوا بين بعض اصحابهم معقدين او لا يواكبون العصر . وسمعت عن شباب يقولون لآبائهم في بعض المجتمعات : يجب ان أعثر على صديقة لان زملائي بدأوا يُسمعوني كلاما غريبا بسب اقتصار خروجي على اصدقائي من الشباب . كلام الناس لا يرحم ولا يتوقف .

وهناك من يخشون حتى القيام بعمل الخير الفلاني لئلا يُفسر عملهم خطأ ، او أن يُقال عنهم كذا وكذا . وللتقاليد والعادات القديمة أيضا دور كبير في بعض هذا القيل والقال .انها تجعلنا نتردد عند تفكيرنا باجراء اصلاح او تحديث ما بلي من بعض هذه العادات أو تطويرها نحو الاحسن ، كلام الناس يكون العقبة الكبرى .

تقول بعض الامثال العامة أمام هذا القيل والقال :

تمر القافلة والكلاب تنبح ، أو
افعل ما تريد ودعهم ينهقون

باعتقادي ان القيل والقال وكلام الناس وتعليقاتهم أمر قديم بقدم البشرية ، بعضه متأتٍّ من الحسد والغيرة ، وبعضه نابع من الحقد والكراهية، والكثير منه يستجيب لحاجة ملحـّة في اللسان . هناك كلام معقول او ونقد بناء منصوح به ويجب سماعه ، ولكن الكلام لاجل الكلام يجب الابتعاد عنه وتجاهله . إني اتخيل اللسان في بعض أوقاته يردّ على نصائح العقل الذي يدعوه لمزيد من التفكير والتروّي ، قائلاً له : لا تتعب نفسك ، انا اعرف ما ستقوله لي ، انك تريدني ان اسكت ، ولكني لو سمعتك لكنت قد اصبت بالشلل منذ زمن بعيد !!
التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عبوش حندولا .

03 ـ 01 ـ 12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
!!! القيل والقال في قصـة ... !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صـــقـــــــــــــور الـعــــــــــراق الـــحـــــــــرة  :: ادبـيـات :: روايات وقصص-
انتقل الى: