/// القرأن والمسيحية : فكرة القرآن الكريم عــن المســـــيح { ح 3 } ///
كاتب الموضوع
رسالة
نادر البغدادي مشرف
عدد المساهمات : 495 نقاط : 1126 تاريخ التسجيل : 20/11/2011
موضوع: /// القرأن والمسيحية : فكرة القرآن الكريم عــن المســـــيح { ح 3 } /// الجمعة 6 أبريل - 3:23
يسميه القرآن "عيسى"، وهذا الإسم يقرب من الكلمة اليونانية "إيسوس" Iycouc، أما إسم المسيح في العبرية فهو يسوع ومعناه "مخلص". عن أن القرآن ذكر إسم المسيح أكثر من عشر مرات. (انظر سورة آل عمران 45؛ سورة النساء 157، 171، 172؛ سورة المائدة 17 [مرتين]، 72 [مرتين]، سورة التوبة 30، 31). وسنحاول أن نورد بعض هذه الأمثلة خلال حديثنا.
واسم المسيح هذا كان موضع دراسة لكبار المفسرين في الإسلام، وقيل في ذلك أنه سمي مسيحاً "لأنه مُسِحَ من الأوزار والآثام". وأورد الإمام الفخر الرازي حديثاً شريفاً قال فيه راويه "سمعت رسول الله يقول: "ما من مولود من آدم إلا ونخسه الشيطان حين يولد فيستهِل صارخاً من نخسه إياه، إلا مريم وإبنها".
وكل هذا، وما سيأتي، يدل على المركز الرفيع الذي تمتع به المسيح في القرآن وفي كتب المفسرين، وهو مركز تميز به عن سائر البشر. ومن ذلك: أ- أنه دُعيَ كلمة الله وروحٌ منه:
وقد تكرر هذا اللقب، فورد في سورة إل عمران 45: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ". وورد في سورة النساء 171: "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ".
وقد أثارت عبارة "كلمة الله" تعليقات لاهوتية كثيرة لا داعي للخوض فيها الآن، وبخاصة لأن تسمية المسيح بكلمة الله يطابق الآية الأولى من الإنجيل ليوحنا الرسول. وكذلك لأن عبارة "الكلمة" وأصلها في اليونانية "اللوجوس"، لها في الفلسفة وفي علوم اللاهوت معان معينة غير معناها في القاموس. وبنفس الوضع عبارة "روح منه" التي حار في معناها كبار الأئمة والمفسرين. وأياً كانت النتيجة فإن هذين اللقبين يدلان على مركز رفيع للمسيح في القرآن لم يتمتع به غيره.
ب- ولادته المعجزية من عذراء:
لم يقتصر الأمر على كنه المسيح أو طبيعته من حيث هو "كلمة الله وروح منه ألقاها إلى مريم"، وهذا وصف لم يوصَف به أحد من البشر، وإنما الطريقة التي وُلِدَ بها والتي شرحها القرآن في سورة مريم كانت طريقة عجيبة معجزية لم يولد بها أحد غيره من إمرأة. زادها غرابة أنه "يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ" (سورة آل عمران 46)، الأمر الذي لم يحدث لأحد من قبل ولا من بعد.. أترك هذا العجب لتأمل القارئ لتسبح فيه روحه. وأنتقل إلى نقطة أخرى هي:
جـ- معجزات المسيح العجيبة:
وأخص منها مما ورد في القرآن – غير إبراء الأكمة والأبرص وأحياء الموتى – معجزتين فوق طاقة البشر جميعاً، لم يقم بمثلهما أحد من الأنبياء وهما القدرة على الخلق، وعلى معرفة الغيب. وفي ذلك يقول القرآن على لسان المسيح "أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ.. وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (سورة ال عمران 49).
هنا ويقف العقل لكي تتأمل الروح.. لماذا يختص المسيح بهذه المعجزات التي لم يعملها أحد والتي هي عمل الله ذاته: الخلق ومعرفة الغيب!
ومن الأمور الأخرى التي يذكرها القرآن في رفعة المسيح وعلوه:
د- موته ورفعه إلى السماء:
وقد ورد في ذلك: "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ، وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (سورة آل عمران 55). والمسيحية تؤمن بموت المسيح وصعوده إلى السماء. ولكن القرآن لم يبين كيف رُفِعَ المسيح ومتى حدث ذلك، وبقى الأمر عجباً..
هـ- صفات المسيح الأخرى:
من الصفات التي ذكرها القرآن عن المسيح أنه: "وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" وقد شرح أئمة المفسرين معنى هذا الوصف بإستفاضة، وخرجوا منه بعلو مركز المسيح علواً عجيباً، وبأنه في الآخرة تكون له شفاعة في الناس.
>> منقول <<
/// القرأن والمسيحية : فكرة القرآن الكريم عــن المســـــيح { ح 3 } ///