ليتني ... كان لي ابٌ !!
ارجع الى البيت
يستقلبني بين احضانه الدّافئـة
يغمرني بقبلاتـهِ الحارّة !
يحكي لي حكايات لذيذة
عن وطني العراق !!
موطـن آبائي وأجدادي !
يوفّـرُ لي آحتياجاتـي !
فتحتُ عيناي .. لم اجد آمرأةً
تقول لي : يا ولــدي !! !
فقد قتلتهـا شظيّة ملعونـة ..
هكذا قالَ لـي
ابــــي .. عندما كانَ حيّا قبل سنوات !!
لقد مات الإثنــان !!
وتركوني .. يتيماً
كمركبٍ عتيق صارَ اسيراً
بين امواج بحر الحياة الهائجـة .. ..
اتجوّلُ في ازقّـة حارتنـا
من الصّباحِ ,, حتّـى المسـاء ..
دون ان يبالي بي شخص ما !
مرة .. كانت صدفة ..
ذهبُ الى حديقة اطفال
كان الأطفال يلعبون ..
وعنما يتعبون .. كانوا يرجعون
الى احضان والديهـم !
فكان هذا المنظرالمؤلم يشبه سيوفاً تنحر
لي فؤادي !
ومرّة ذهبـتُ الى دار الأيتام ..
عند الباب .. قال لي البوّاب :
هذا االميتم ليس لكَ ياولدي !!
إنّـهُ مخصّص لأبناء الشّهداء ..
من ذوي مقاتلي الحكومـة الحاليّـة !!
احذّركَ ان لا تنقل ما دار بيننا لأحدٍ ما ..
لأنّهُ سوف يقطع رزقي !!
قلتُ له : سيّدي اين اذهب ؟
قال : ارض الله واسعة !
سافر الى الخارج ..
ربّمـا .. هناكَ تحصل على حقوق وكرامـة
قد ضاعت في هـذا الوطـن .
وطـن الأشباح !!
وطـن المحاصصة الطّائفيـــة !
وطـن .. يأكل بعضنا البعض !!
كأنّنــــا تحوّلنـا الى أكلــة لحوم البشـر !
وكلّ ذلـكَ بفضـل الإحتــلال الأجنبي للوطـن !!
وطننا كان فيما مضى من الزّمـن الجميـل ..
{ سلّة الخبز لنا وللغربــاء } !
لقد تخلوا ( الأصدقاء ـ الأعـداء ) !! منذ سنوات !
فنـكس اليتيم رأســه ومرق من هنـاكَ
وآختفى في ظلمـــــة الزّقاق ..
وهناك نبح عليه كلبٌ ..
كان يتلّذذُ بقطعـة عظـم !
فقال الطّفل ( يحدّثُ نفســهُ )
:: ليتني كنتُ كلباً مثلــهُ :: !!
حتى استسيغ طعم العظــام ..
وسار في طريقهِ ..
ولكـن الى ايــن ؟؟؟
لا يـدري !!!
<> بقلمـي <>
07 ـ 12 ـ 11