وفاة العلاّمــة وليّ الله الدّهـــــلوي
26 محرم 1176هـ ـ 17 أغسطس 1762م
.............................................
مفكرة الاسلام: هو الشيخ الإمام الهمام، علامة بلاد الهند قاطبة، ومحيي السنة في زمانه، شيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي، ولد سنة 1114هـ في أيام سلطان الزمان «عالم كير» في دلهي عاصمة الهند الشمالية، وكان أبوه من كبار علمائها، فانتظم ولي الله في طلب العلم الشرعي منذ أن عقل الكلام، فأبان عن مواهب خارقة في الحفظ والفهم، فأجيز بالتدريس وفرغ من التحصيل وهو ابن الخامسة عشرة.
قام بزيارة الحرمين الشريفين سنة 1143هـ، فمكث بها مدة عامين، سمع خلالها من علماء الحرمين، وخاصة من كتب السنن واستفاد من علماء المدينة خاصة، ورجع بعد أن تغيرت نظرته تجاه تدريس العلوم الشرعية، وعمل منذ أن رجع إلى الهند على نشر السنة بين أهلها، وكانوا من قبل يهتمون بالفقه وأصوله، واهتم أيضًا بعلوم القرآن وتفسيره، والفقه المقارن، لأن أهل الهند أحناف بصورة تصل إلى حد التعصب، فشرح لهم المذاهب الأخرى خاصة المذهب المالكي.
كان لشاه ولي الله الدهلوي عناية خاصة بمحاربة البدع والشركيات المنتشرة في بلاد الهند المتأثرة بهندوسيتها القديمة، وله مؤلفات قيمة طيبة تدل على سعة علمه وغزارته من أشهرها كتاب «حجة الله البالغة» في علم أسرار الشريعة ومقاصدها، وهو كتاب مطبوع متداول حتى الآن، وقد خلّف ولي الله الدهلوي وراءه عدة أبناء وأحفاد مثله في العلم والورع والزهد ونشر السنة، وكان لبعضهم صولاته وجولاته مع الشيخ أحمد عرفان الملقب بالشهيد.
وقد توفي رحمه الله في 26 محرم سنة 1176هـ ـ 17 أغسطس 1762م.
المصدر / موقع مفكرة الإســـــلام .