الحقيقة
كان منذ شبابه وفي مراحل مبكرة من الدراسة المتوسطة كان مولعاً بالكتابة ، أزداد ولعه بالكتابة مع تقدم العمر وحين بلغ الثانية والثلاثين عاماً كان في أعلى مراحل التطور في كتاباته هكذا كان يعتقد ، وقبل هذا العمر كان متزوجاً .
شاهدَ امرأة أخرى أُعجبَ بها أيَّ اعجاب ملكت عقله وقلبه لم تكن متزوجة ولم تمتلك من مواصفات الجمال الشيء الكثير لكنه وجَدَ فيها الأخلاق والهدوء والاعتدال في مشيتها بحيث لا أحد يستطيع أن يمسها بسوء وهل يجرُأ .
وجد فيها حبه المنشود حيث سيطرت على عواطفه ، كانت تبادله الحب والحنان والعواطف بل ألهبت مشاعره الى حد الأشتعال ومن ثم تطفئ نيران الحب المتأججة داخله بقبلها الطويلة الرائعة الساخنة وبأبتسامتها اللطيفة .
أستمربعلاقته بها أكثر من سنتين اتفق معها على الزواج بعد أن عرفها جيداً وعرفته هي أيضاً ، الا أنها كانت مترددة في ذلك الأمر . خلال فترة علاقته بها كان يأخذها في جولات في شوارع بغداد ومواقعها الجميلة ، ذات يوم قرر استئجار زورق في نهر دجلة ، ركبا في الزورق وكانَ البلام ( صاحب الزورق ) يتولى القيادة كان زورقه ذو محرك يعمل بالبنزين . قال له جولة في النهر ، اتجه عكس تيار الماء من مرسى الزوارق قرب شارع المغرب متجهاً الى الأعظمية فالكاظمية كانوا وسط النهر يتمتعون بهذا المنظر الرائع ، صوت الماء ونسائم الهواء والجزر وسط النهر ، كانا يتبادلان الحديث همساً كلام غزل وابتسامات لم تنتهي .
- قال : أتجيدين السباحة .
قالت :لا أنا لاأجيد السباحة .
- قال : اذا أنقلب الزورق سوف لن أنقذكِ لانني لم أمتلك القدرة على ذلك ومن ثم أن وزنكِ ثقيل في وسط الماء .
أصابها الحزن حين سمعت ذلك وعبس وجهها . ثم فاجئها قائلاً أنا أمازحكِ ان أنقلب الزورق لاسامح الله من هنا وسط النهر الى الجرف سأحملكِ الى بر الأمان . ابتسمت ثم وضعت يدها في النهر تستشعر برودة الماء ودفعت يدها بأتجاهه لتسكب عليه بعض قطرات الماء ، ابتسما في ذلك ، نظرَ اليها طويلاً محدقاً بوجهها وقد ذهب به تفكيره الى أتجاه آخر ، شعرت به كأنه غير موجود معها في هذا الزورق .
- قالت : الى أين وصلت في صمتكَ هذا يا حبيبي .
- قال : بدأت بأعادة تركيب بعض الكلمات لتوثق هذه الرحلة ، أتذكرين رحلة الزورق . وسأكمل المقطوعة أنشاء الله .
مرَّ الزورق من تحت جسر الأئمة بأتجاه الكاظمية ، طلب من صاحب الزورق العودة الى مكان الأنطلاق وعادوا من هذه الرحلة وهم أشد ترابطاً . وحين أتم مقطوعته التي ؟أسماها الزورق أتصل بها هاتفياً وأسمعها ما كتب قائلاً .
أتذكرين رحلة الزورق
في دجلة والماء حولنا ترقرق
والافق حولنا أزرق
لا أريد أن تكون أحلامنا من ورق
أريدها حالةً أسمى وأبهى وأعمق
الحب يجمعنا بينَ ثناياه والشوق
أتذكرين رحلة الـ ...
آهٍ يا أحلى زورق
أعجبت بما كتب أيما اعجاب ، وحين أصر على سماع رأيها بموضوع الزواج قالت أراكَ غداً عصراً .
ألتقيا وكانت تخشى مفاتحته أصر على سماع رأيها قالت سأقول لكَ الحقيقة وأرجوا أن تقدر وضعي مهما كانت هذه الحقيقة مُرة ، لقد تعرفت على شاب قبل سبع سنين وكنت أحبه وفي أحد الأيام حين خرجنا معاً وفي قمة الانفعالات العاطفية أخذ مني أعز ما أملك بكيت لذلك ، أوعدني بالزواج ثم هرب ولم أعثر عليه وأنا الأن بين يديك أمرأة فاقدة العذرية فماذا تقول .
- قال : وهو غاضب لقد خدعتيني كل تلك الفترة، الاولى بكِ أن تفاتحيني منذ البداية ، انتِ قتلتي الحب في قلبي الآن وهذا فراقٌ بيننا ، طلب منها النزول من سيارته وتذهب الى حال سبيلها .
أصيبَ بكأبة حادة جداً وملىء قلبه الحزن وهو يردد مع نفسه أخطأت في الاختيار ... يا لسوء الاختيار .
2005